للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويعتقد الشيخ أن الله أمر جميع الناس بتوحيد الله في العبادة والإلهية بجميع أنواعها، ونهاهم عن ضد هذا التوحيد، والدليل هو قول الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} (النساء: من الآية: ٣٦) وقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (الإسراء: من الآية ٢٣) وهو أعظم ما أمر الله به، وفرض وأوجب سبحانه، كما أن أعظم ما حرم الله ونهى عنه هو ضده وهو الشرك، قال تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} (الأنعام: من الآية: ١٥٠).

قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "من أراد أن ينظر إلى وصية محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- التي عليها خاتَمَهُ فليقرأ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} " الآية.

قال الشيخ - رحمه الله محمد بن عبد الوهاب- في هذه الآية وما يليها من آيات: فيه عظم شأن الآيات المحكمات في سورة الأنعام عند السلف، وكذلك الآيات المحكمات في سورة الإسراء، وفيها اثنتا عشرة مسألة، بدأها الله بقوله: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا} (الإسراء: الآية: ٢٢) وفيها قوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ} (الإسراء: من الآية ٢٣) ولحديث معاذ: ((كنت رديفَ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على حمار فقال لي: يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله: ألا يعذب من لا يشرك به شيئًا، قلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أفلا أبشر الناس، قال: لا تبشرهم فيتكلوا)) أخرجاه في الصحيحين.

قال الشيخ معلقًا على هذا الحديث: وفي هذا أن العبادة هي التوحيد، وأن من لم يأتِ به لم يعبد الله، ففيه معنى قول الله تعالى: {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد} (الكافرون: الآية: ٣).

<<  <   >  >>