(ترجمتا الخليفة عمر بن عبد العزيز والإمام أحمد بن حنبل)
١ - ترجمة الإمام عمر بن عبد العزيز
سِيرَةُ الإمام عمر بن عبد العزيز الذاتية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين، وبعد:
عنوان محاضرة هذا اللقاء "ترجمة الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تبارك وتعالى- ما تحدثت عنه فيما مضى من أول لقاء في المحاضرات إلى المحاضرة السابقة كان كله يتعلق بأصول الدعوة ومناهجها، وبعض العاملين في حقلها، والمطلوب في المنهج: أن أترجم لبعض الشخصيات، وعلى حسب الترتيب نبدأ بالخليفة الراشد العادل -كما ذكرتُ وأشرت- وأنا أذكر هذا؛ لألفت نظر المستمعين والدارسين إلى أهمية الاعتناء بتراجم هؤلاء الأئمة العباد الزهاد الأمراء العلماء؛ كي نتأسى بهم؛ لأنهم في الحقيقة أعلام بارزة في دنيا الناس، فبدلًا من أن يهتم أبناء المسلمين بمعرفة بعض الشخصيات التي لا تفيد ولا تنفع، بل ربما تضرُّ، ويعتنون بذلك غاية العناية أن ندرس هؤلاء الدعاة، وأن نعرف شيئًا عن حالهم، وكيف سلكوا طرقًا صحيحة؛ سواء كان ذلك في العدل أو العلم، أو في الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة؛ كي نتأسى بهم في فعلهم.
ثم بعد ذلك أقول: عناصر هذا اللقاء:
العنصر الأول: في سيرته الذاتية: ويشتمل على النقاط التالية:
أ- مولده ونسبه:
ولد عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تبارك وتعالى- سنة ثلاث وستين من الهجرة النبوية، وهي السنة التي ماتت فيها ميمونة زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال ابن شوذب: لما أراد عبد العزيز بن مروان أن يتزوج أم عمر بن عبد العزيز قال لقيمه: اجمع لي أربعمائة دينار من طيب مالي؛ فإني أريد أن أتزوج إلى أهل بيت لهم صلاح، فتزوج أم عمر بن عبد العزيز.
قال ابن سعد -رحمه الله-: وهو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية بن عبد شمس، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عن الجميع- وقد ساق ابن الجوزي -رحمه الله- خَبَرَ جَدِّ عمرَ بْنِ عبد العزيز لأمه، فقال: حدثنا عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده -أسلم- قال: "بينا أنا مع