الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديهم، وسلك سبيلهم إلى يوم الدين.
المحاضرة بعنوان: إلمامة تحليلية عن أركان الإسلام، وهذه المحاضرة تشتمل على عدة عناصر؛ العنصر الأول: تعريف الإسلام، وذكر أركانه، والأدلة عليه:
الإسلام هو: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، وأركان الإسلام خمسة هي: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا -صلى الله عليه وآله وسلم- رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلًا.
وفي الصحيحين عن ابن عمرو -رضي الله تعالى عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((بُنِيَ الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله الله، وأن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)) وهذا الحديث فيه إشارة من النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى هذه الأركان، وفي نفس الوقت هو دليلٌ صحيحٌ عليها، وقد أجاب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على جبريل -عليه السلام- لما سأله عن الإسلام بهذا الجواب أيضًا، وذكر له هذه الأركان الخمسة.
وقد تحدثت فيما مضى عن الإيمان، وأركان الإيمان، وعرفت الإيمان فيما مضى، وانتهيت في اللقاء السابق من آخر محاضرة تتعلق بالركن السادس والأخير من أركان الإيمان، وهنا عرفت الإسلام، وأود قبل أن أتحدث عن أركانه كما تحدثتُ عن أركان الإيمان أن أذكر الصلة بين الإيمان والإسلام؛ لأن هذه المسألة اختلف فيها السلف -رحمهم الله تبارك تعالى- نظرًا لاختلاف فهمهم لبعض النصوص التي وردت في هذا الموضوع، واختلافهم يدور حول آراء ثلاثة أذكرها هنا فأقول:
القول الأول: هو القول بالترادف بينهما، وأنهما اسمان لمسمًّى واحدٍ، وهذا الرأي -أعني: من قال بالترادف- رأي جماعة من السلف منهم: الإمام الجليل محمد بن إسماعيل البخاري -رحمه الله- فقد قال في صحيحه: باب سؤال جبريل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عن الإيمان، والإسلام، والإحسان، وعلم الساعة، وبيان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((جاء جبريل يعلمكم دينكم))