ومن منهج الشيخ في إزالة الشبهات: أن يتبع ما كان عليه السلف الصالح، فمن عادتهم أنهم يزيلون الشبهة بسؤال العلماء، وأن العلماء يجيبون السائل بما يزيل الشبهة، وذلك أنهم ينسبون الكلام إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقط؛ لعمق علمهم، ولا يخفى أن المقصود بالسلف الصالح وبالعلماء هنا أنهم الصحابة والتابعون، فإن هذه القاعدة التي اعتادها السلف الصالح وبينها الشيخ في مؤلفاته، ينبه بها على أنها قاعدة منهجية، يجب على المسلمين أن يتبعوها في سيرة حياتهم، وهي مستنبطة من الآثار الواردة عن الصحابة وعن التابعين، فعليهم أن يرجعوا إلى أهل العلم، وأن يسألوهم؛ حتى تُزال الشبهات، التي يمكن أن تقوم في نفوسهم.
ولذلك لما حدث في نفوس بعض الناس إشكالٌ في القدر؛ لبعدهم عن العلم النبوي، اتجهوا إلى صحابة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يسألونهم كابن عمر، وعبادة بن الصامت، وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت، ونحوهم، فهؤلاء همُ العلماء.
ومن عادة هؤلاء السلف أنهم يبدءون بالأهمِّ فالأهمُّ، والتنبيه على التعليم بالتدريج كما رسم ذلك رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين بعث معاذًا إلى اليمن وقال له:((فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله)) وفي رواية: ((إلى أن يوحدوا الله، فإن هم أطاعوك لذلك، فَأَعْلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة، تُؤخذ من أغنيائهم، فترد على فقرائهم)) ونحو ذلك أيضًا كما جاء في حديث بَعث علي إلى خيبر ليفتحها، والحديث متفق عليه.
ولذلك يقول في هذا الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تبارك وتعالى- مبينًا هذا المنهج في التعليم، والتدرج، والتلقي، والرجوع إلى سلف الأمة الصالحين.