هذا كلام الشيخ -رحمه الله- في أول أمر من مناهجه، ألا وهو اتباع الكتاب والسنة.
ومن منهج الشيخ أيضًا هو أن طلب العلم فريضة على كل ذكر وأنثى، وأنه شفاء للقلوب المريضة كما قال تعالى:{فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى}(طه: من الآية: ١٢٣) وأن العلم قبل العمل ومقدم عليه، وهو إمامُه وسائقُه والحاكمُ عليه.
ويريد الشيخ بالعلم: العلم بما أمر الله به، والنهي عما نهى الله -تبارك وتعالى عنه- يعني: معرفة التوحيد والإيمان، معرفة الله، ومعرفة نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- معرفة دين الإسلام بالأدلة والعمل بتلك المعرفة، ومفتاح العلم في ذلك هو الدليل، كما في قوله تعالى:{هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ}(الكهف: من الآية: ١٥) قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: فهذه المسألة مِفتاح العلم، وما أكبر فائدتها لمن فَهِمها.
ويرى الشيخ أن اضطرار العباد فوق كل ضرورة إلى معرفة هدي الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وما جاء به، فإنه لا سبيلَ إلى الفلاح إلا على يديه، ولا إلى معرفة الطيب من الخبيث على التفصيل إلا من جِهته، فأي حاجة فرضت وضرورة عرضت، فضرورة العبد إلى هدي الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- فوقها بكثير، وإذا كانت السعادة معلقة بهديه -صلى الله عليه وآله وسلم- فيجب على كل من أحب نجاة نفسه، أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن خطة الجاهلين، والناس في هذا بَيْن مستقل ومستكثر ومحروم، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، فالشيخ لا يريد علمًا غير نافع، ولا علمًا مجردًا عن العمل، ولا يقصد غير ما أمر الله -تبارك وتعالى- به، ونهى عنه رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم.