للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن المعلوم أن مراتب وجود الشيء أربعة

المرتبة الأولى: مرتبة في الأعيان والمراد. بها وجوده العيني.

والمرتبة الثانية: مرتبة في الأذهان، والمراد. بها وجوده الذهني.

والمرتبة الثالثة: مرتبة في اللسان، والمراد بها وجوده اللفظي.

والمرتبة الرابعة: مرتبة في الخط، والمراد بها وجوده الرسمي. " (١).

فهذا الذي ذكره أصحاب هذه الدرجة من المعطلة هم في الحقيقة لم يخرجوا وجوده عن الوجود الذهني المقدر في الذهن، ولم يجعلوا له وجودًا حقيقيًا.

وقوله: "وجعلوا الصفة هي الموصوف، فجعلوا العلم عين العالم، مكابرة للقضايا البديهيات، وجعلوا هذه الصفة هي الأخرى فلم يميزوا بين العلم والقدرة والمشيئة جحدًا للعلوم الضروريات".

قال ابن تيمية: "وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الذَّاتَ الْمَوْصُوفَةَ لَا تَنْفَكُّ عَنْ الصِّفَاتِ أَصْلًا وَلَا يُمْكِنُ وُجُودُ ذَاتٍ خَالِيَةٍ عَنْ الصِّفَاتِ. فَدَعْوَى الْمُدَّعِي وُجُودُ حَيٍّ عَلِيمٍ قَدِيرٍ بَصِيرٍ بِلَا حَيَاةٍ وَلَا عِلْمٍ وَلَا قُدْرَةٍ؛ كَدَعْوَى قُدْرَةٍ وَعِلْمٍ وَحَيَاةٍ لَا يَكُونُ الْمَوْصُوفُ بِهَا حَيًّا عَلِيمًا قَدِيرًا بَلْ دَعْوَى شَيْءٍ مَوْجُودٍ قَائِمٍ بِنَفْسِهِ قَدِيمٍ أَوْ مُحْدَثٍ عَرِيَ عَنْ جَمِيعِ الصِّفَاتِ مُمْتَنِعٌ فِي صَرِيحِ الْعَقْلِ. (٢) "

وبقى درجتان لم يذكرهما المصنف هنا وهما:

الدرجة الثالثة: المتجاهلة اللا أدرية:

وهم الذين يقولون: نحن لا نقول ليس بموجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت، فلا ننفي النقيضين، بل نسكت عن هذا وهذا، فنمتنع عن كل من المتناقضين،


(١) انظر: مختصر الصواعق ٢/ ٣٠٤، ٣٠٥.
(٢) مجموع الفتاوى ٣/ ٣٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>