للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوع من القياس مما يدخل تحت ما يسمى بالقياس البرهاني (١).

قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: ((وأما هذا القياس "قياس الأولى"، ووجوب تنزيه الرب عن كل نقص ينزه عنه غيره ويذم به سواه، فهذا فطري ضروري متفق عليه)) (٢).

[الأمر الخامس: توضيح هذا القياس.]

ويزيد هذا القياس توضيحاً كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- حيث قال: ((ثم القياس تارة تعتبر (٣) فيه القدر المشترك من غير اعتبار الأولوية، وتارة يعتبر فيه الأولوية، فيؤلف على وجه قياس الأولى، وهو إن كان قد يجعل نوعاً من قياس الشمول والتمثيل، فله خاصة يمتاز بها عن سائر الأنواع، وهو: أن يكون الحكم المطلوب أولى بالثبوت من الصورة المذكورة في الدليل الدالّ عليه، وهذا النمط هو الذي كان السلف والأئمة كالإمام أحمد وغيره من السلف يسلكونه من القياس العقلي في أمر الربوبية، وهو الذي جاء به القرآن، وذلك أن الله سبحانه لا يجوز أن يدخل هو وغيره تحت قياس الشمول الذي تستوي أفراده، ولا تحت قياس التمثيل الذي يستوي فيه حكم الأصل والفرع، فإن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في نفسه المذكورة بأسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولكن يسلك

في شأنه قياس الأولى)) (٤).

وقال في موضع آخر: ((وأما قياس الأولى الذي كان يسلكه السلف اتباعاً

للقرآن، فيدلُّ على أنه: يثبت له من صفات الكمال التي لا نقص فيها أكمل مما علموه ثابتاً


(١) انظر: درء تعارض العقل والنقل (٧/ ٣٦٢)
وتقسيم القياس الذي سبق ذكره إلى اقتراني (شمولي)، وتمثيلي، هو تقسيم له باعتبار صورته، ويقسم أيضاً باعتبار مادة مقدماته إلى قسمين: ١ - قياس يقيني المقدمات، ٢ - قياس غير يقيني المقدمات.
والأول هو الذي يسمى بالقياس البرهاني: وهو المؤلف من مقدمات قطعية لإفادتها اليقين.
انظر: الشفاء (٥/ ٤)، الكليات ص (٧١٣)، طرق الاستدلال ومقدماتها ص (٢٦٣).
(٢) بيان تلبيس الجهمية (٢/ ٥٤٤).
(٣) هكذا في المطبوع، والصواب ((يعتبر)).
(٤) شرح العقيدة الأصفهانية ص (٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>