النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي مأخذ القرون شبرا بشبر وذراعا بذراع" فقيل يا رسول الله كفارس والروم قال: "فمن الناس إلا أولئك" ومعلوم أن أهل الكتاب أقرب إلى المسلمين من المجوس والصابئين والمشركين فكان أول ما ظهر من البدع فيه شبه من اليهود والنصارى.
والنبوة كل ما ظهر نورها انطفت البدع، وهي في أول الأمر كانت أعظم ظهورا فكان إنما يظهر من البدع ما كان أخف من غيره، كما ظهر في أواخر عصر الخلفاء الراشدين بدعة الخوارج والتشيع، ثم في أواخر عصر الصحابة ظهرت القدرية والمرجئة، ثم بعد انقراض أكابر التابعين ظهرت الجهمية، ثم لما عربت كتب الفرس والروم ظهر التشبه بفارس والروم.
وكتب الهند انتقلت بتوسط الفرس إلى المسلمين، وكتب اليونان انتقلت بتوسط الروم إلى المسلمين، فظهرت الملاحدة الباطنية الذين ركبوا مذهبهم من قول المجوس واليونان، مع ما أظهروه من التشيع، وكانت قرامطة البحرين أعظم تعطيلا وكفرا، كفرهم من جنس كفر فرعون بل شر منه" (١).
[قوله: "والمتفلسفة"]
أولًا: التعريف بكلمة فلسفة والمقصود بهم.
[١ - التعريف بكلمة فلسفة]
"الفلسفة، اسم جنس لمن يُحِبُ الحكمة ويُؤثِرُها.
وأصل كلمة "فلسفة": هي كلمة يونانية مكونة من جزأين (فيلو) بمعنى: محب أو بيت، و (سوفيا) بمعنى: الحكمة، فالفلسفة معناها: محبة الحكمة، أو بيت