٦٦٤- قدم الأشعث بن قيس على رأس وفد من كندة عدته ستون أو ثمانون رجلا، وقد دخلوا على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بسلاحهم وبزينة، وقد لبسوا جببا حبرات مكفتة بالحرير.
دخلوا على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ولم يسلموا فنكر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حالهم، فقال لهم أو لم تسلموا، قالوا بلي، ثم قال ما هذا الحرير فى أعناقكم، فكانوا طائفتين، فأجابوا عن الاستنكار بأن شقوا الحرير ونزعوه من ثيابهم، وألقوه، فقال الأشعث بن قيس: نحن بنو آكل المرار، وأنت ابن آكل المرار، (يظهر أن ذلك إشارة إلى قوة البأس، وأبى أن يعرب عن شرفه الذى ظهر بادى الرأي) وقد ضحك رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقد قال هذا النسب ربيعة بن الحارث، والعباس ابن عبد المطلب، فقد كانا إذا سارا فى بلاد العرب، فسئلا من أنتما؟ قالا نحن بنو آكل المرار، يستعلون بذلك عند الناس، ويعتزون، ويظهرون البأس، والقوة، لأن آكل المرار كان ملكا فى كندة وكان أولاده ملوكا، فكانوا يسيرون باسمه آمنين.
فلما قال الأشعث بن قيس للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم: نحن بنو آكل المرار، وأنت ابن آكل المرار، يشير إلى ما كان بين الأشعث والعباس من صحبة، ما كان يقولانه فى صحبتهما وتجارتهما، والنبى صلى الله تعالى عليه وسلم يستضحك مما كان يصنعه هو وعمه العباس الذى كان تاجرا.
ولكن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ذكر نسبه الصادق، وأنه لا ينفيه.
روى أحمد فى مسنده بسند متصل إلى الأشعث بن قيس قال: قدمنا على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وفد كندة، ولا يرون إلا أنى أفضلهم فقلت ذلك لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال: لا، نحن بنو النضر بن كنانة، لا نجفو أمنا، ولا ننتفى من أبينا.
وكان للأشعث بن قيس ولاية فى بعض الدول الإسلامية فى عهد بنى أمية، فكان يقول:
لا أوتى برجل نفى رجلا من قريش نسبه عن النضر بن كنانة إلا جلدته.
أكرم النبى صلى الله تعالى عليه وسلم الوفد، وأعلن إسلامه، وعاد مرضيا آمنا مسلما.