للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وفد خولان]

٦٨٣- هذا وفد خولان، وفد قوم آمنوا بالله ورسوله، وقد قدموا على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وعددهم نحو عشرة، قدموا فى شهر شعبان سنة عشر.

وقال قائلهم لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: «يا رسول الله، نحن على من وراءنا من قومنا، ونحن مؤمنون بالله عز وجل، ومصدقون برسوله، وقد ضربنا إليك آباط الإبل، وقد ركبنا حزون الأرض وسهولها، والمنة لله ورسوله علينا، وقد جئنا زائرين.

فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: أما ما ذكرتم من مسيرتكم إلى، فإن لكم بكل خطوة خطاها بعير أحدكم حسنة، وأما قولكم زائرين، فانه من زارنى بالمدينة كان بجوارى يوم القيامة» ،

ولقد كان لهم صنم كانوا يسمونه عم أنس، وكانوا مفتونين به، يسندون إليه بأوهامهم خوارق للعادات، أو نعما يجريها الله تعالي، فيحسبونها له وذلك لفرط ضلالهم، وفتنتهم به. فلما أعلنوا إيمانهم وتبين للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم صدق إيمانهم، ويقينهم الحق سألهم عما صنعوا فى صنمهم، ومن يؤمن منهم به فهل لهم من بقية.

قال لهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ما فعل عم أنس.

قالوا: أبشر بدلنا الله تعالى به ما جئت به، وقد بقيت منا بقايا من شيخ كبير وعجوز كبيرة متمسكون به.. ولو قدمنا عليه لهدمناه إن شاء الله تعالى. فقد كنا منه فى غرور وفتنة.

يتقصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبارهم، ويتعرف ما كانوا عليه، قبل هذا اليقين.

سألهم رسول الله: ما أعظم ما رأيتم من فتنته.

قال متكلمهم: لقد أسنتنا (أى أصابتنا سنة شديدة) ، حتى أكلنا الرمة فجمعنا ما قدر عليه، وابتعنا مائة ثور ونحرناها- لعم أنس قربانا- فى غداة واحدة، وتركناها للسباع، ونحن أحوج إليها من السباع فجاءنا الغيث من ساعتنا، ولقد رأينا العشب يوارى الرجال ويقول قائلنا: أنعم علينا عم أنس.

وإن هذه المصادفة الغريبة قد فتنتهم، فاعتقدوا أن الصنم هو الذى أغاثهم، وهو لا ينفع ولا يضر، وكثيرا ما تجيء الأمور مصادفة فيحسبها الواهمون أثرا للالتجاء لحجر أو لشخص، أو لكاهن، أو لتعويذة

<<  <  ج: ص:  >  >>