وروى النّسائيّ بإسناد صحيح، عن يحيى بن معمر، عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما:
كان جبرائيل يأتي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في صورة دحية الكلبيّ.
وروى الطّبرانيّ من حديث عفير بن معدان، عن قتادة، عن أنس- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال:«كان جبرائيل يأتيني على صورة دحية الكلبي.»
«١» وكان دحية رجلا جميلا.
وروى العجليّ في تاريخه عن عوانة بن الحكم، قال: أجمل الناس من كان جبرائيل ينزل على صورته. قال ابن قتيبة في غريب الحديث: فأما حديث ابن عبّاس: كان دحية إذا قدم المدينة لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه، فالمعنى بالمعصر العاتق.
وقال ابن البرقيّ: له حديثان عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قلت: يجتمع لنا عنه نحو الستة، وهو رسول النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى قيصر، فلقيه بحمص أول سنة سبع أو آخر سنة ست. ومن المنكر ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس أن دحية أسلم في خلافة أبي بكر. وقد ردّه ابن عساكر بأنّ في إسناده الحسين بن عيسى الحنفي، وهو أخو سليم القارئ، وهو صاحب مناكير..
وقد روى الترمذي من حديث المغيرة أن دحية أهدى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خفّين فلبسهما.
وعند أبي داود، من طريق خالد بن يزيد بن معاوية عن دحية، قال: أهدي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قباطيّ فأعطاني منها قبطيّة.
(١) أخرجه أحمد في المسند ٢/ ١٠٧، وابن سعد في الطبقات الكبرى ٤: ١: ١٨٤ وأورده الحسين في إتحاف السادة المتقين ١٠/ ٣١٥.