وولى المشركين منهزمين، وبلغ رسول الله ﷺ ماء يقال له ذو القرد، ونحر ناقة من لقاحة المسترجعة، وأقام رسول الله ﷺ ليلة ويوما، ثم رجع إلى المدينة.
وأقبلت امرأة الغفارى على ناقة رسول الله ﷺ، فلما أتت المدينة نذرت أن تنحرها، فأخبرها رسول الله ﷺ أنه لا نذر فى معصية، ولا لأحد فيما لا يملك، وأخذ ﵇ ناقته.
[غزوة بنى المصطلق]
ثم أقام رسول الله ﷺ بالمدينة بعض جمادى الآخرة، ورجبا.
وباقى العام، ثم غزا بنى المصطلق من خزاعة فى شعبان من السنة السادسة من الهجرة واستعمل على المدينة أبا ذر الغفارى، وقيل: بل نميله بن عبد الله الليثى، وأغار رسول الله ﷺ على بنى المصطلق، وهم غارون، على ماء يقال له:
المريسيع، من ناحية قديد إلى الساحل، فقيل من قتل منهم، وسبى النساء والذرية. ومن ذلك السبى كانت جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار سيد بنى المصطلق فوقعت فى سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبها، فأدى عنها رسول الله ﷺ فأعتقها وتزوجها.
وأصيب فى هذه الغزوة هشام بن صبابة الليثى، من بنى ليث بن بكر ابن عبد مناة بن كنانة. أصابه رجل من الأنصار من رهط عبادة بن الصامت خطأ، وهو يظنه من العدو.
وفى رجوع رسول ﷺ من هذه الغزوة قال عبد الله بن أبى بن سلول:
«لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل»، وذلك لشر وقع لبنى