للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جهجاه بن مسعود (١) الغفارى أجير عمر بن الخطاب، وبين سنان بن وبر الجهنى، حليف بنى عوف بن الخزرج، فنادى الغفارى: يا للمهاجرين.

ونادى الجهنى: يا للأنصار وبلغ زيد بن أرقم رسول الله مقالة عبد الله ابن أبى. فنزل فى ذلك من عند الله تعالى سورة المنافقين.

وتبرأ عبد الله بن عبد الله بن أبى من أبيه، وأتى إلى رسول الله ، فقال له: يا رسول الله، أنت والله الأعز وهو الأذل، والله إن شئت لتخرجنه يا رسول الله. ووقف لأبيه قرب المدينة، فقال: والله لا تدخلها حتى يأذن لك رسول الله فى الدخول فتدخل حينئذ.

وقال أيضا عبد الله بن عبد الله لرسول الله : يا رسول الله، بلغنى أنك تريد قتل أبى، وإنى أخشى إن أمرت بذلك غيرى لا تدعنى نفسى أرى قاتل أبى يمشى على الأرض، فأقتله به، فأدخل النار إذا قتلت مسلما بكافر، وقد علمت الأنصار أنى من أبرها بأبيه، ولكن، يا رسول الله، إذا أردت قتلة فمرنى بذلك، فأنا والله أحمل إليك رأسه. فقال له رسول الله خيرا، وأخبره أنه لا يسئ إلى أبيه.

وقد من مكة مقيس بن صبابة، مظهرا الإسلام، وطالبا دية أخيه هشام بن صبابة، فأمر له رسول الله بها، فأخذها، ثم عدا على قاتل أخيه فقتله، وفر إلى مكة كافرا. وهو الذي أمر رسول الله بقتله يوم فتح مكة، فى جملة من أمر بقتله.

وكان شعار المسلمين يوم بنى المصطلق: أمت أمت.


(١) فى الأصل: «ذر»؛ والتصحيح عن ابن هشام ٣، ٣٠٣، والاستيعاب؛ ويقال فيه أيضا: ابن سعيد؛ انظر طبقات ابن سعد ٤٦:١٠٢ والإستيعاب.

<<  <   >  >>