للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأولين والآخرين، وما فيه النجاة والفوز فى الآخرة، والغبطة والخلاص فى الدنيا، ولزوم الواجب، وترك الفضول من كل شيء.

وفقنا الله تعالى لطاعته فى أمره، والتأسي به فى فعله، إلا فيما يخص به، آمين، آمين.

[جمل من التاريخ]

كان رسول الله ينفرد متقربا إلى الله ﷿ فى غار معروف بغار حراء، حبب إليه عليه صلوات الله وسلامه ذلك، لم يأمره بذلك أحد من الناس، ولا رأى من يفعل ذلك فتأسى به، وإنما أراده الله تعالى لذلك، فكان يبقى فيه الأيام والليالى، ففيه أتاه الوحى.

وأول ما أتاه جاءه الملك فقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ؛ فغطه حتى بلغ منه الجهد (١)، ثم أرسله، فقال: اقرأ؛ فقال: ما أنا بقارئ؛ فغطه الثانية كذلك، ثم أرسله، فقال: اقرأ، مرتين أو ثلاثا، فقال له:

ماذا أقرأ؟ فقال: ﴿اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ﴾.

﴿* اِقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ﴾ (٢). وهذا أول ما نزل من القرآن.

فأتى بها النبيّ خديجة أم المؤمنين، فكانت أول من آمن. ثم آمن من الصبيان على، ثم آمن من الرجال أبو بكر الصديق ابن أبى قحافة واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤيّ ابن غالب بن فهر. وقيل: أول من آمن بعد خديجة أم المؤمنين: أبو بكر.


(١) غطه: أى ضمه ضما شديدا ليختبره جبريل.
(٢) سورة العلق الآيات ١ - ٥.

<<  <   >  >>