كُشفت عنه الحجب، يسمع ويرى ويحفظ ما وعى عن تبُّتت وروْية ويقين، فـ (مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (٥) ذُو مِرَّةٍ).
* * *
قَالَ تَعَالَى:(وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) ذكر السيوطي: (مِنْ) بمعنى (الباء) وكذلك ابن هشام والزركشي.
وذكر أبو حيان: قال السدي وقتادة: المعنى يُسارقون النظر لما كانوا فيه من الهم وسوء الحال لا يستطيعون النظر بجميع العين وإنما ينظرون من بعضها فيجوز على هذا التأويل أن يكون الطرف مصدرا أي من نظر خفي.
ويجوز أن يكون (مِنْ) بمعنى (الباء).
وروى القرطبي: وقال يونس: (مِنْ) بمعنى (الباء) أي ينظرون بطرف خفي من الذل والخوف.
وذكر الآلوسي: وقال ابن عباس: خفي: ذليل، وقيل: يحشرون عميا فلا ينظرون إلا بقلوبهم وذاك نظر من طرف خفي وهو تأويل متكلف.
وروى ابن مالك في التسهيل عن الأخفش أن يونس قال: إنها بمعنى الباء.