للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو معنى (استغاث): قَالَ تَعَالَى: (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ... ).

فإذا شارفنا أحد هذه المعاني في مساقه أو تلوح لنا بعضها على وجهٍ من التأويل عند أهل النظر أثبتناه لنُبل قدره.

ولعل إيثار (ينادي) على (يدعو) لينسجم مع السياق، فلفظ سمعنا يستدعي (ينادي) أما (يدعو) فقد تكون الدعوة عن طريق الكتب أو الصحف أو النشرات.

وهكذا اللفظ في يد القدرة البيانية المعجزة، تديره على طريقة وتنتزعه في أسلوب لتُظهره للحياة على أدق وأجمل ما يكون.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (٢٠٨) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ).

قال أبو السعود: منذرون قيل: مذكرون.

وقال الشوكاني: (وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ) إلا بعد الإنذار إليهم والإعذار بإرسال الرسل وإنزال الكتب.

وقال الطبري: إلا بعد إرسالنا إليهم رسلا ينذرونهم بأسنا.

أقول: لم يتعرض أحد من المفسرين لهذه اللام فيما وقفت عليه. وما قاله الشوكاني: إلا بعد الإنذار إليهم فالإنذار لا يتعدى بـ (إلى). وما ذكره أبو السعود من تضمين منذورن لها معنى: مذكرون، فهذا لا يتعدى باللام

<<  <  ج: ص:  >  >>