للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بل يترك (١) الإبل بفنائه، فإن نزل به ضيف لم تكن الإبل غائبة، ولكنَّها حاضرة فيقري الأضياف من ألبانها ولُحْمائها.

وقولها: «إِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ المِزْهَرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ» فالمزهر العود الذي يضرب به، وهو من المعازف (٢)، وأرادت أنَّ زوجها قد عوَّد إبله إذا نزل به الضِّيفان أن ينحر لهم ويسقيهم الشراب ويأتيهم بالمعازف، فإذا سمعت الإبل ذلك الصوت علمن أنَّهنَّ منحوراتٌ. وهذا الكلام منها بهذه السِّياقة مبالغة في امتداح زوجها بالجود والكرم.

وقول الحادية عشرة: «أَنَاسَ» أي حرَّك، والنَّوس الحركة من كلِّ شيء متدلي. تريد حلَّاني قِرَطةً وشُنوفاً (٣).

وقولها: «وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ» تريد: أنعم عليَّ ووسَّع في الإنفاق حتى سمنتُ، ولم تُرِدِ العضدين خاصَّة، إنَّما أرادت جميع بدنها.

وقولها: «بَجَّحَنِي فَبَجِحْتُ» أي فرَّحني ففرحت. والغُنيمة: تصغير الغنم. وشِقٌ: اسم موضع.

«فجعلني فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ» أي خيل وإبل، ذكرت أصواتها وأرادت أعيانها، وذلك استعارة ونوع من طرق الكلام، كما يكنون عن الإبل بالخُفِّ، وعن الفرس والبغل والحمار بالحافر، وعن البقر والغنم بالظِّلف، وهذا معروف عندهم.

«وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ» دياسة الطعام: وطيها. قال ابن دريد: كلَّ شيء وطيته فقد دَسْتَهُ. وقال الأصمعي: الدَّوس: تسوية


(١) كلمة غير واضحة في الأصل، وتحتمل: «يترك» و «تبرك».
(٢) جاء في هامش الأصل: «معزف له: العزيف، والعزيف: الصوت. يقال لصوت الجن عزيف...».
(٣) جاء في هامش الأصل: «الشنوفا: تعلق من الجواهر على سماخ الأذن».

<<  <   >  >>