أمغطّى منّي على بصري للحبّ أم أنت أكمل الناس حسنا؟
وحديث ألذّه هو ممّا ... تشتهيه الأسماع يوزن وزنا
منطق صائب وتلحن أحيانا ... وخير الحديث ما كان لحنا»
والناس في ذلك كله بحسب البلاد وأهلها، ألا ترى أن العرب وإن تغيرت ألسنتهم بمخالطة من عداهم فإنهم لا يخلو كلامهم من موافقة الإعراب في بعض الكلام والجري على قواعد العربية خصوصا عرب الحجاز وأهل البادية منهم. وقد قال الجاحظ في أثناء كلامه «ولأهل المدينة ألسنة ذلقة، وألفاظ حسنة، وعبارة جيّدة، واللحن في عوامّهم فاش وعلى من لم ينظر منهم في النحو غالب» .
المقصد الثاني في كيفية تصرّف الكاتب في علم العربية
واعلم أن انتفاع الكاتب بالنحو من وجهين: أحدهما الإعراب وما يلحق به ومن أهم ما يعتنى به من ذلك النّسب لكثرة استعماله في الألقاب ونحوها، وكذلك العدد فإنه مما يقع فيه اللّبس على المبتديء؛ ومحل ذلك كلّه كتب النحو. الثاني فيما يقع الكاتب فيه بطريق العرض، فيحتاج من ذلك إلى معرفة النّحاة ومشاهير أهل العربية كأبي الأسود الدؤلي «١» ، وسيبويه «٢» ، والفرّاء «٣» ، وأبي علي «٤» ، وأبي عثمان المازنيّ «٥» وغيرهم من المتقدّمين،