(٢) قال ابن الجزري: أشهدوا اقرأه أأشهدوا (مدا) وحجة من قرأ بهمزتين والثانية مخفّفة أنه أدخل همزة الاستفهام التي معناها التوبيخ والتقرير على فعل ما لم يسمّ فاعله رباعي، كأنهم وبّخوا حين ادعوا ما لم يشهدوا، والشهادة في هذا المعنى الحضور، والمعنى: هل أُحضروا خلق الله الملائكة إناثًا حتى ادَّعَوا ذلك وقالوه (شرح طيبة النشر ٥/ ٢١٩، النشر ٢/ ٣٦٨، ٣٦٩، المبسوط ص ٣٩١، الغاية ص ٢٥٧، التيسير ص ١٩٦). (٣) وحجة من قرأ بهمزة واحدة أنه حمله على أنه فعل ثلاثي، دخلت عليه همزة الاستفهام الذي معناه التوبيخ والتقرير، فالقراءة الأُولى تعدّى الفعل فيها إلى مفعولين، لأنه رباعي، نُقل بالهمزة من الثلاثي، والنقلُ بالهمزة يزيد في المفعولين واحدًا أبدًا كالتضعيف، فالمفعولان: أحدهما المضمر في الفعل، الذي قام مقام الفاعل، والثاني {خَلْقَهُمْ} والقراءة الثانية تعدّى الفعل فيها إلى مفعول، لأنه ثلاثي، غير منقول، وهو {خَلْقَهُمْ}. ولم يُدخل قالون بين الهمزتين ألفًا، ولا يمدّ في هذا على أصله في {أَأُلْقِيَ} و {أَأُنْزِلَ}، لأنه فعل لم يُجمع عليه أنه رباعي، كما أُجمع في "ألقى وأنزل". فجعل ترك إدخال الألف فيه دلالة على الاختلاف فيه (شرح طيبة النشر ٥/ ٢١٩، النشر ٢/ ٣٦٩، الغاية ص ٢٥٧، التيسير ص ١٩٦، السبعة ص ٥٨٥، غيث النفع ص ٣٤٧). (٤) قال ابن الجزري: قل قال (كـ) ـم (عـ) ـلم وحجة من قرأ على الخبر أنه جعله خبرًا عن قول "النذير" المتقدّم الذِّكر في قوله: {مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِير} "٢٣"، أي: قال لهم النذير: أولو جئتكُم. ثم أخبر الله جلّ ذكره بجوابهم للنذير، فقال عنهم:=