للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأُبدلت من الصاد على غير اللزوم، في: قَصَّيتُ أَظفاري١: بمعنى: قَصَّصت. فأبدلوا من الصاد الأخيرة ياء هروبًا من اجتماع الأمثال. حكى ذلك اللِّحيانيُّ.

وأُبدلت من الضاد، في قول العجَّاج٢:

تَقَضِّيَ البازِي, إِذا البازِي كَسَرْ

إنَّما هو "تَفَعُّل" من الانقضاض. وأصله "تقَضُّض"، فأُبدلت الضاد الأخيرة ياء. وقالوا أيضًا: تَفضَّيتُ، من الفِضَّة. وهو مثل: تَقضَّيت.

وأُبدلت من الميم في: يأتَمي٣, على غير اللزوم٤ في الشعر. قال٥:

تَزُورُ امرَأً أمَّا الإله فيَتَّقِي ... وأمَّا, بِفِعلِ الصَّالِحِينَ, فيأتَمِي

أصله "يأتَمُّ" فأُبدل من الميم الثانية ياء هروبًا من التضعيف.

وأُبدلت أيضًا ف٦: تُكُمُّوا؛ لأنه "تُفُعِّلُوا" من: كممْتُ الشيءَ إذا سترتَه. فأصله "تُكُمِّمُوا"، فأبدلوا من الميم الأخيرة ياءً فقالوا "تُكُمِّيُوا"، فاستُثقلت الضَّمَّة في الياء فحُذِفَت، فبقيت الياء ساكنةًَ، فحُذِفَت لالتقائها مع واو الضمير الساكنة، فصار: تُكُمُّوا٧. قال الراجز٨:

بَل لَو شَهِدْتَ النَّاسَ, إِذ تُكُمُّوا ... بقَدَرٍ, حُمَّ لَهُم, وحُمُّوا

وأُبدلت أيضًا من الميم الأولى في: أمَّا،٩ فقالوا "أَيْما" هروبًا من التضعيف. وقد رُوِي بيتُ ابن أبي ربيعة١٠ [٣٦ أ] :

رأتْ رَجُلًَا, أيما إِذا الشَّمسُ عارَضَتْ ... فيَضحَى, وأيما بالعَشِيِّ فيَخصَرُ١١


١ شرح الشافية ٣: ٢١٠. وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن السِّيد: يمكن أن يكون معناه: أخذتُ أقاصيها. فلا يكون بدلًا. انظر الارتشاف ١: ١٥٣.
٢ ديوانه ص١٧. وكسر: ضم جناحيه للانقضاض.
٣ الإبدال ٢: ٤٥٣. م: يأتمّ.
٤ م: على غير لزوم.
٥ البيت لكثير عزة من قصيدة يمدح بها عمر بن عبد العزيز. ديوانه ٢: ١٢٢ والإبدال ٢: ٤٥٣ واللسان والتاج "أمم" والاقتضاب ص١٣٨.
٦ اللسان والتاج "كمم".
٧ أغفل ضمَّ الميم لتسلم واو الجماعة.
٨ العجاج. ديوانه ص٦٣. وحم: قضي. وحموا أي: قدروا له وقضوا.
٩ الإبدال ٢: ٤٥٣ والمغني ص٥٥-٥٦.
١٠ ديوانه ص٨٦. ويضحى: يظهر للشمس. ويخصر: يبرد.
١١ م: فيحصر.

<<  <   >  >>