للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأُبدلت أيضًا من الميم الأولى في ديماس، هروبًا١ من التضعيف. وأصله دِمَّاس، بدليل قولهم في الجمع: دَمامِيس.

وأُبدلت من الدَّال٢ في قوله تعالى٣: {إِلّا مُكاءً وتَصْدِيَةً} , والتصدية: التصفيق والصوت. و"فَعَلتُ" منه: صَدَدْتُ أصِدُّ٤. ومنه قوله تعالى٥: {إِذا قَومُكَ منهُ يَصِدُّونَ} أي: يَعِجُّون ويَضِجُّون. فأصله "تَصْدِدَة"، فحُوِّلت إحدى الدالين ياء هروبًا من اجتماع المثلين. وليس قول من قال إنَّ الياء غير مبدلة من دال، وجعله من الصَّدَى الذي هو الصوت، بشيء، وإن كان أبو جعفر الرّستَمِيُّ٦ قد ذهب إليه؛ لأنَّ الصَّدَى لم يُستعمل منه فِعْل. فحمله على أنه من هذا الفعل المستعمل أولى.

وأُبدلت من العين فيما أنشده سيبويه، من قوله٧:

ومَنهلٍ لَيسَ لَهُ حَوازِقُ ... ولِضَفادِي جَمَّهِ نَقانِقُ

يريد: ولِضفادِع، فَكرِهَ أن يُسكِّن العينَ في موضع الحركة، فأبدل منها ما يكون ساكنًا في حال الجرِّ. وهو الياء.

وأُبدلت أيضًا من العين في٨ "تَلَعَّيتُ"٩ من اللُّعاعة١٠ تَلعِيةً. والأصل١١ "تَلعَّعتُ تَلِععَةً"، فأُبدلت العين الأخيرة ياءً هروبًا ١٢ من اجتماع الأمثال.


١ شرح الشافية ٣: ٢١٠-٢١١. والديماس: الكن والحمَّام. م: هربًا.
٢ الإبدال ١: ٣٩٧.
٣ الآية ٤٥ من سورة الأنفال. والمكاء: الصفير.
٤ في حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن السِّيد أن هذا التفسير لأبي عبيدة. انظر مجاز القرآن ١: ٢٤٦ والارتشاف ١: ١٥٤.
٥ الآية ٥٧ من سورة الزخرف.
٦ لعله محمد بن رستم غلام المازني وشيخ الزجاجي، كان نحويًّا وله كتاب في غريب القرآن. وقيل هو أحمد بن محمد بن رستم. إنباه الرواة ١: ١٢٨ وتاريخ بغداد ٥: ١٢٥ ونزهة الألباء ص٢٣٩ والارتشاف ١: ١٥٤ والإيضاح ص٧٨.
٧ صنعه خلف الأحمر. الكتاب ١: ٣٤٤ وشرح أبياته ٢: ٣١ والموشح ص٩٨ والمقتضب ١: ٢٤٧ وسر الصناعة ص٧٦٢ وشرح الشافية ٣: ٢١٢ والإبدال ٢: ٣١٥ والمفصل ٢: ٢٥٧ وشرحه ١٠: ٢٤. والحوازق: جمع حازق. وهو الحاجز. والجم: الكثرة والاحتشاد. والنقانق: جمع نقنقة. وهي الصوت.
٨ الإبدال٢: ٣٢٥ والصحاح واللسان والتاج "لعي".
٩ تلعيت: رعيت. وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن السِّيد: حُكي عن العرب: خرجنا نتلعَّى أي: نرعى اللعاع. وهو أول ما يظهر من النبت.
١٠ اللعاعة: أصل النبت.
١١ ف: فالأصل.
١٢ م: فرارًا.

<<  <   >  >>