للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان من الشرك لما يراد به دفع المضار وجلب المنافع من غير الله تعالى.

قال المصنف: " وعن عبد الله بن عكيم مرفوعا: «من تعلق شيئا وكل إليه (١)» رواه أحمد والترمذي " ورواه أبو داود والحاكم. وعبد الله بن عكيم: هو بضم المهملة مصغرا. ويكنى أبا معبد الجهني الكوفي. قال البخاري: أدرك زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يعرف له سماع صحيح. وكذا قال أبو حاتم. قال الخطيب: سكن الكوفة وقدم المدائن في حياة حذيفة. وكان ثقة. وذكر ابن سعد عن غيره: أنه مات في ولاية الحجاج.

قوله: «من تعلق شيئا وكل إليه (٢)» التعلق يكون بالقلب ويكون بالفعل، ويكون بهما " وكل إليه " أي: وكله الله إلى ذلك الشيء الذي تعلقه، فمن تعلق بالله وأنزل حوائجه به، والتجأ إليه، وفوض أمره إليه، كفاه وقرب إليه كل بعيد ويسر له كل عسير، ومن تعلق بغيره أو سكن إلى رأيه وعقله ودوائه وتمائمه ونحو ذلك، وكله الله إلى ذلك وخذله، وهذا معروف بالنصوص والتجارب، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (٣).

وقال الإمام أحمد: حدثنا هشام بن القاسم، حدثنا أبو سعيد المؤدب، حدثنا من سمع عطاء الخراساني قال: لقيت وهب بن منبه وهو يطوف بالبيت فقلت: حدثني حديثا أحفظه عنك في مقامي هذا وأوجز. قال: نعم، أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود: يا داود، أما وعزتي وعظمتي، لا يعتصم بي عبد من عبادي دون خلقي، أعرف ذلك من نيته، فتكيده السماوات السبع ومن فيهن، والأرضون السبع ومن فيهن إلا جعلت له من بينهن مخرجا، أما وعزتي وعظمتي لا يعتصم عبد من عبادي بمخلوق دوني، أعرف ذلك من نيته، إلا قطعت أسباب السماء من يده، وأسخت الأرض من تحت قدميه، ثم لا أبالي بأي أوديتها هلك.

قال المصنف: " وروى الإمام أحمد عن رويفع قال: قال لي رسول الله


(١) سنن الترمذي الطب (٢٠٧٢).
(٢) سنن الترمذي الطب (٢٠٧٢).
(٣) سورة الطلاق الآية ٣