للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله: «انزعها؛ فإنها لا تزيدك إلا وهنا (١)» النزع: هو الجذب بقوة، أخبر أنها لا تنفعه، بل تضره وتزيده ضعفا، وكذلك كل أمر نهي عنه، فإنه لا ينفع غالبا، وإن نفع فضره أكبر من نفعه.

قوله: «فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا (٢)»؛ لأنه شرك. والفلاح: هو الفوز والظفر والسعادة.

قوله: " وله عن عقبة بن عامر مرفوعا: «من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له (٣)» وفي رواية: «من تعلق تميمة فقد أشرك (٤)» الحديث الأول رواه الإمام أحمد كما قال المصنف ورواه أبو يعلى، والحاكم قال: صحيح الإسناد. وأقره الذهبي.

قوله: " وفي رواية " أي: من حديث آخر رواه أحمد. فقال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا يزيد بن أبي منصور، عن دجين الحجري، عن عقبة بن عامر الجهني، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط، فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا: يا رسول الله بايعت تسعة وأمسكت عن هذا؟ فقال: إن عليه تميمة، فأدخل يده فقطعها، فبايعه وقال: من تعلق تميمة فقد أشرك (٥)» ورواه الحاكم بنحوه، ورواته ثقات.

قوله: " عن عقبة بن عامر " صحابي مشهور، فقيه فاضل، ولي إمارة مصر لمعاوية ثلاث سنين. ومات قريبا من الستين.

قوله: " من تعلق تميمة " أي: علقها متعلقا بها في طلب خير أو دفع شر.

قال المنذري: خرزة كانوا يعلقونها يرون أنها تدفع عنهم الآفات، وهذا جهل وضلالة؛ إذ لا مانع ولا دافع غير الله تعالى.

وقال أبو السعادات: التمائم جمع تميمة، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم، يتقون بها العين في زعمهم، فأبطلها الإسلام.

قوله: " فلا أتم الله له " دعاء عليه.


(١) سنن ابن ماجه الطب (٣٥٣١)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤٤٥).
(٢) سنن ابن ماجه الطب (٣٥٣١)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤٤٥).
(٣) مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٥٤).
(٤) مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٥٦).
(٥) مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٥٦).