للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله: «ومن تعلق ودعة (١)» بفتح الواو وسكون المهملة. قال في مسند الفردوس: شيء يخرج من البحر يشبه الصدف يتقون به العين.

قوله: (فلا ودع الله له) بتخفيف الدال: أي لا جعله في دعة وسكون. قال أبو السعادات: وهذا دعاء عليه.

قوله: (وفي رواية: «من تعلق تميمة فقد أشرك (٢)» قال أبو السعادات: إنما جعلها شركا؛ لأنهم أرادوا دفع المقادير المكتوبة عليهم، وطلبوا دفع الأذى من غير الله الذي هو دافعه.

قال المصنف رحمه الله: (ولابن أبي حاتم، عن حذيفة أنه رأى رجلا في يده خيط من الحمى فقطعه، وتلا قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} (٣).

قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا ابن سلمة، عن عاصم الأحول، عن عروة قال: (دخل حذيفة على مريض، فرأى في عضده سيرا، فقطعه - أو انتزعه - ثم قال: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} (٤).

وابن أبي حاتم: هو الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي التميمي الحنظلي الحافظ، صاحب الجرح والتعديل والتفسير وغيرهما. مات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.

وحذيفة: هو ابن اليمان: واسم اليمان: حسيل - بمهملتين مصغرا - ويقال: حسل - بكسر ثم سكون- العبسي- بالموحدة - حليف الأنصار، صحابي جليل من السابقين، ويقال له: صاحب السر، وأبوه أيضا صحابي. مات حذيفة في أول خلافة علي -رضي الله عنه- سنة ستة وثلاثين.

قوله: (رأى رجلا في يده خيط من الحمى) أي: عن الحمى. وكان


(١) مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٥٤).
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٥٦).
(٣) سورة يوسف الآية ١٠٦
(٤) سورة يوسف الآية ١٠٦