للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من صفر. فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة. قال: انزعها؛ فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت (١)» رواه أحمد بسند لا بأس به ".

قال الإمام أحمد: حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا المبارك، عن الحسن قال:

أخبرني عمران بن حصين، «أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر على عضد رجل حلقة - قال: أراها من صفر - فقال: ويحك، ما هذه؟ قال: من الواهنة. قال: أما إنها لا تزيدك إلا وهنا، انبذها عنك، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا (٢)» رواه ابن حبان في صحيحه فقال: «فإنك إن مت وكلت إليها» والحاكم وقال: صحيح الإسناد. وأقره الذهبي.

وقال الحاكم: أكثر مشايخنا على أن الحسن سمع من عمران. وقوله في الإسناد: " أخبرني عمران " يدل على ذلك.

قوله: " عن عمران بن حصين " أي: ابن عبيد بن خلف الخزاعي، أبو نجيم - بنون وجيم مصغر - صحابي ابن صحابي. أسلم عام خيبر، ومات سنة اثنتين وخمسين بالبصرة.

قوله: " رأى رجلا " في رواية الحاكم: «دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عضدي حلقة صفر، فقال: ما هذه؟ (٣)» الحديث. فالمبهم في رواية أحمد هو عمران راوي الحديث.

قوله: " ما هذه؟ " يحتمل أن الاستفهام للاستفصال عن سبب لبسها، ويحتمل أن يكون للإنكار. وهو أظهر.

قوله: " من الواهنة " قال أبو السعادات: الواهنة: عرق يأخذ في المنكب وفي اليد كلها فيرقى منها. وقيل: هو مرض يأخذ في العضد، وهي تأخذ الرجال دون النساء، وإنما نهى عنها؛ لأنه إنما اتخذها على أنها تعصمه من الألم، وفيه اعتبار المقاصد.


(١) سنن ابن ماجه الطب (٣٥٣١)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤٤٥).
(٢) سنن ابن ماجه الطب (٣٥٣١)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤٤٥).
(٣) سنن ابن ماجه الطب (٣٥٣١)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤٤٥).