للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قول الإمام أبي بكر محمد بن محمود ابن سورة التميمي فقيه نيسابور

ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" ما رواه الحافظ عبد القاهر الرهاوي عنه أنه قال: لا أصلي خلف من لا يقر بأن الله تعالى فوق عرشه، بائن من خلقه.

قول أبي نصر السجزي

قد ذكرت كلامه في أول الفصل، وما نقله عن الثوري ومالك والحمادين، وسفيان بن عيينة والفضيل، وابن المبارك وأحمد وإسحاق أنهم متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش، وعلمه بكل مكان، وإنما قدمت كلامه في أول الفصل؛ من أجل ما نقله عن هؤلاء الأئمة من الاتفاق على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش، وعلمه بكل مكان. وفي هذا الاتفاق رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية.

قول إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي

ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في كتاب "الحجة" "باب في بيان استواء الله على عرشه": قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (١) وذكر آيات، ثم قال: قال أهل السنة: الله فوق السماوات لا يعلوه خلق من خلقه، ومن الدليل على ذلك أن الخلق يشيرون إلى السماء بأصابعهم، ويدعونه ويرفعون إليه رءوسهم وأبصارهم - ثم قال: "فصل في بيان أن العرش فوق السماوات، وأن الله - سبحانه وتعالى - فوق العرش" - إلى أن قال: قال علماء السنة: إن الله - عز وجل - على عرشه، بائن من خلقه.

وقالت المعتزلة: هو بذاته في كل مكان، إلى أن قال: وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ} (٢) قال: هو على عرشه، وعلمه في كل مكان، إلى أن قال: وزعم هؤلاء- يعني المعتزلة - أنه لا تجوز الإشارة إلى الله سبحانه بالرءوس والأصابع إلى فوق، فإن ذلك يوجب التحديد. وقد أجمع المسلمون أن الله سبحانه العلي الأعلى، ونطق بذلك القرآن، فزعم هؤلاء أن ذلك بمعنى علو الغلبة لا علو الذات، وعند المسلمين أن لله - عز وجل - علو الغلبة، والعلو من سائر وجوه العلو؛ لأن العلو صفة مدح، فنثبت أن لله تعالى علو الذات، وعلو الصفات، وعلو القهر والغلبة.

وفي منعهم الإشارة إلى الله - سبحانه وتعالى - من جهة الفوق خلاف منهم لسائر الملل؛ لأن جماهير المسلمين وسائر الملل قد وقع منهم الإجماع على الإشارة إلى الله - سبحانه


(١) سورة طه الآية ٥
(٢) سورة المجادلة الآية ٧