للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتعالى - من جهة الفوق في الدعاء والسؤال، واتفاقهم بأجمعهم على ذلك حجة. ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل، ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق. انتهى المقصود من كلامه.

قول أبي عمر ابن عبد البر

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل إجماع الصحابة والتابعين على القول بأن الله تعالى على العرش، وعلمه في كل مكان، وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله. وذكرت له أيضا كلاما حسنا على حديث النزول، فليراجع كل ما تقدم عنه.

قول أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي

قال في كتابه المسمى "بالاعتقاد" باب القول في الاستواء: قال الله تبارك وتعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (١) ثم ذكر آيات في ذكر استواء الرب على العرش، وآيات في ذكر علو الله على خلقه، وقد ذكرت الآيات أيضا والكلام عليها في كتابه المسمى "بالأسماء والصفات "، ونقلت من كلامه ما يتعلق بالرد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية، فليراجع ذلك مع الكلام على قول الله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ} (٢) الآية.

قول أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" عنه أنه قال في كتاب "الحجة" له: وإن الله تعالى مستو على عرشه، بائن من خلقه، كما قال في كتابه.

قول أبي جعفر الهمداني

قال شارح العقيدة الطحاوية: ذكر محمد بن طاهر المقدسي أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مجلس الأستاذ أبي المعالي الجويني المعروف بإمام الحرمين، وهو يتكلم في نفس صفة العلو ويقول: كان الله ولا عرش، وهو الآن على ما كان.

فقال الشيخ أبو جعفر: أخبرنا يا أستاذ عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا، فإنه ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد في قلبه ضرورة، يطلب العلو ولا يلتفت يمنة ولا يسرة، فكيف ندفع هذه الضرورة عن


(١) سورة طه الآية ٥
(٢) سورة الملك الآية ١٦