السجستاني الإمام في رسالته المشهورة التي كتبها إلى ملك بلاده، وكذلك ذكر أبو نصر السجزي الحافظ في كتاب (الإبانة) له، وكذلك ذكر شيخ الإسلام الأنصاري وأبو العباس الطرقي، والشيخ عبد القادر الجيلي، ومن لا يحصي عدده إلا الله من أئمة الإسلام وشيوخه. انتهى. وقد تقدم ذكر آخره بعد كلام السجزي في أول الفصل.
قول أبي عثمان الصابوني
قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل عن أصحاب الحديث أنهم يعتقدون ويشهدون أن الله فوق سبع سماواته، على عرشه كما نطق به كتابه. وأن علماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف لم يختلفوا أن الله على عرشه، وعرشه فوق سماواته.
قول أبي عمرو عثمان بن أبي الحسن بن الحسين السهروردي الفقيه المحدث، من أئمة
أصحاب الشافعي
ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال: في كتابه في أصول الدين: ومن صفاته تبارك وتعالى: فوقيته واستواؤه على عرشه بذاته، كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف، ثم ذكر الأدلة على ذلك من القرآن إلى أن قال: وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف لم يختلفوا في أن الله سبحانه مستو على عرشه، وعرشه فوق سبع سماواته، ثم ذكر كلام عبد الله بن المبارك: ونعرف ربنا بأنه فوق سبع سماواته على عرشه، بائن من خلقه. وساق قول ابن خزيمة من لم يقر بأن الله تعالى فوق عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر، ثم ذكر حديث الجارية التي قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أين الله؟ فأشارت إلى السماء، فقال لها: من أنا؟ فأشارت إليه وإلى السماء - تعني إنك رسول الله الذي في السماء- فقال: أعتقها فإنها مؤمنة (١)» فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها، لما أقرت بأن ربها في السماء، وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية. انتهى.
(١) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٣٧)، سنن النسائي السهو (١٢١٨)، سنن أبو داود الصلاة (٩٣٠)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٤٤٧)، سنن الدارمي الصلاة (١٥٠٢).