للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قول الحافظ أبي القاسم اللالكائي

قد ذكر كلامه في أول الفصل، وإنما قدمته من أجل ما ذكر فيه عن عمر وابن مسعود وابن عباس وأم سلمة رضي الله عنهم، ومن التابعين: ربيعة وسليمان التيمي ومقاتل بن حيان، ومن الأئمة: مالك والثوري وأحمد. فكل هؤلاء يقولون: إن الله على عرشه، وعلمه بكل مكان. وفي هذا أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية.

قول يحيى بن عمار السجستاني الواعظ

ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "القاعدة المراكشية"، والذهبي في كتاب "العلو" عنه أنه قال في رسالته: لا نقول كما قالت الجهمية: أنه تعالى مداخل للأمكنة، وممازج بكل شيء، ولا نعلم أين هو. بل نقول: هو بذاته على العرش، وعلمه محيط بكل شيء، وسمعه وبصره وقدرته مدركة لكل شيء، وذلك معنى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (١) وقد ذكر ابن القيم بعض هذا الكلام في كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية".

قول القادر بالله أمير المؤمنين

قال الذهبي في كتاب "العلو": له معتقد مشهور قرئ ببغداد بمشهد من علمائها وأئمتها، وأنه قول أهل السنة والجماعة، وفيه أشياء حسنة، من ذلك: وأنه خلق العرش لا لحاجة، واستوى عليه كيف شاء.

قول أبي عمرو الطلمنكي

قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل الإجماع على أن الله مستو على عرشه، وعلمه وقدرته وتدبيره بكل ما خلقه. وأن معنى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (٢) ونحو ذلك في القرآن، أن ذلك علمه، وأن الله فوق السماوات بذاته، مستو على عرشه كيف شاء، وأن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز.

وقد ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في "القاعدة المراكشية" عن أبي عمرو الطلمنكي أنه ذكر في كتابه الذي سماه "الوصول إلى معرفة الأصول" عن أهل السنة والجماعة، أنهم متفقون على أن الله استوى بذاته على عرشه.

قال شيخ الإسلام: وكذلك ذكر محمد بن عثمان بن أبي شيبة - حافظ الكوفة - في طبقة البخاري ونحوه. ذكر ذلك عن أهل السنة والجماعة، وكذلك ذكره يحيى بن عمار


(١) سورة الحديد الآية ٤
(٢) سورة الحديد الآية ٤