للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- سبحانه وتعالى - على العرش فوق السماوات السبع أن الموجودين أجمعين إذا كربهم أمر؛ رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون الله ربهم، «وقوله صلى الله عليه وسلم للأمة التي أراد مولاها أن يعتقها: أين الله؟ فأشارت إلى السماء. ثم قال لها: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها فإنها مؤمنة (١)». فاكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم منها برفع رأسها إلى السماء. ودل على ما قدمناه أنه على العرش، والعرش فوق السماوات السبع. انتهى.

قول أبي عبد الله محمد بن أبي نعيس المالكي المشهور بابن أبي زمنين

نقل ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في كتابه الذي صنفه في أصول السنة "باب الإيمان بالعرش": ومن قول أهل السنة: إن الله - عز وجل - خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق، ثم استوى عليه كيف شاء، كما أخبر عن نفسه في قوله عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٢) إلى أن قال: ومن قول أهل السنة: إن الله بائن من خلقه متحجب عنهم بالحجب، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

وذكر حديث النزول ثم قال: وهذا الحديث يبين أن الله تعالى على عرشه في السماء دون الأرض. انتهى، وقد ذكرت بعض كلامه مع أقوال الذين نقلوا إجماع أهل السنة على أن الله تعالى مستو على عرشه، بائن من خلقه.

وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في الفتاوى جملة من أول كلامه، وذكر عنه أنه قال: فسبحان من بعد فلا يرى، وقرب بعلمه وقدرته.

قول القاضي عبد الوهاب المالكي

ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه صرح بأن الله سبحانه استوى على عرشه بذاته. نقله شيخ الإسلام عنه في غير موضع من كتبه، ونقله عنه القرطبي في شرح الأسماء الحسنى.

قول الإمام أبي أحمد بن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد

ذكر ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنه قال في عقيدته: وإنه سبحانه مستو على عرشه، وفوق جميع خلقه، كما أخبر في كتابه وعلى ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم من غير تشبيه ولا تعطيل، ولا تحريف ولا تأويل.


(١) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٣٧)، سنن النسائي السهو (١٢١٨)، سنن أبو داود الصلاة (٩٣٠)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٤٤٧)، سنن الدارمي الصلاة (١٥٠٢).
(٢) سورة طه الآية ٥