للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا الموقف أنزل الله عليه قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (١) وقف صلى الله عليه وسلم بعرفة يدعو راكبا على راحلته مفطرا، وشك الناس في فطره، فبعثوا إليه بقدح لبن، فشربه والناس ينظرون إليه.

وهذا اليوم قال صلى الله عليه وسلم فيه «الحج عرفة (٢)» فهو ركن أساسي من أركان الحج يبدأ هذا الوقوف من يوم عرفة وينتهي بطلوع فجر يوم النحر، فإنه صلى الله عليه وسلم قال: «من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج (٣)» فمن لم يقف بعرفة إلا ساعة من نهار ووقف بها إلى الغروب، أو أتاها بعد المغرب ووقف بها ولو قليلا فإنه قد أدى الركن العظيم من أركان الحج.

وقف صلى الله عليه وسلم حتى غربت الشمس واستحكم غروبها ثم دفع إلى مزدلفة وصلى بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا، وبات بها، ورخص للضعفة بالدفع من مزدلفة بعد نصف الليل.

فقفوا بعرفة إلى غروب الشمس ولا تنصرفوا منها إلا بعد غروب الشمس، انصرفوا إلى مزدلفة، وصلوا بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا، وللعاجز أن يدفع منها بعد نصف الليل، ومن كان قادرا يبقى فيها إلى ما بعد صلاة الفجر، ثم أفيضوا إلى منى وارموا جمرة العقبة، وانحروا هديكم إن كنتم متمتعين أو قارنين، ثم احلقوا


(١) سورة المائدة الآية ٣
(٢) سنن الترمذي الحج (٨٨٩)، سنن النسائي مناسك الحج (٣٠٤٤)، سنن أبي داود المناسك (١٩٤٩)، سنن ابن ماجه المناسك (٣٠١٥)، مسند أحمد (٤/ ٣١٠)، سنن الدارمي المناسك (١٨٨٧).
(٣) سنن الترمذي الحج (٨٨٩)، سنن النسائي مناسك الحج (٣٠٤٤)، سنن أبي داود المناسك (١٩٤٩)، سنن ابن ماجه المناسك (٣٠١٥)، مسند أحمد (٤/ ٣١٠)، سنن الدارمي المناسك (١٨٨٧).