للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الله فرض عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم، ثم قال: ذروني ما تركتكم (١)»

لقد حج نبيكم صلى الله عليه وسلم حجة واحدة تعرف عند المسلمين بأنها حجة الوداع، هذه الحجة العظيمة أعلمهم فيها مناسك حجهم، فما عمل عملا إلا قال: «خذوا عني مناسككم، لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا (٢)»

أتى الموقف فخطب الناس بوادي عرنة، خطبة هدم فيها قواعد الشرك، وأعلن فيها قواعد الإسلام، وبين حرمة الدماء والأموال، وألغى مآثر الجاهلية وأعمالهم السيئة، وبين ما للمرأة من حقوق وما عليها من واجبات، وأوصى الناس بالتمسك بكتاب الله، وأخبر أنهم لن يضلوا إن تمسكوا به، ثم استشهدهم على أن بلغهم فأقروا جميعا بأنه بلغهم، وأنه أدى الأمانة وبلغ الرسالة، واستشهد الله عليهم بذلك، ثم وقف بعرفة، وقال لهم: «كل عرفات موقف، وارفعوا عن بطن عرنة (٣)»


(١) أخرجه مسلم في صحيحه ٢/ ٩٧٥، ح١٣٣٧.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه ٢/ ٩٤٣، ح١٢٩٧، والنسائي في سننه ٥/ ٢٧٠ ح ٣٠٦٢، واللفظ له.
(٣) أخرجه أحمد في مسنده ٤/ ٨٢، ومسلم في صحيحه ٢/ ٧٩١، ح١١٢٣