للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن المؤمن الحق لا يكون أنانيا، بل ينبغي أن يحيا لغيره، ويهتم بقضايا أمته، ويعيش هموم إخوانه من المسلمين في كل مكان، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم (١)» ويقول: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (٢)»

إن الموفقين في هذه الدنيا هم أصحاب المواقف العظيمة الذين يسر الله لهم خدمة الناس والسعي في مصالحهم وقضاء حاجاتهم.

إن المسلمين هانوا أفرادا وجماعات حين ضعفت فيهم أواصر المحبة، ووهنت فيه حبال المودة، واستحكمت فيهم الأنانيات، وساد فيهم حب الذات. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا، بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل (٣)»


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ٧/ ٢٧٠، ح٧٤٧٣.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ٥/ ٢٢٣٨، ح٥٦٦٥، ومسلم في صحيحه ٤/ ١٩٩٩، ح٢٥٨٦.
(٣) أخرجه أبو داود في سننه ٤/ ١٨٤، ح٤٢٩٩، وأحمد في مسنده ٥/ ٢٧٨.