للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ - يا قادة المسلمين، يا من ولاكم الله أمر شعوبكم، إن مسؤوليتكم عظيمة، وإن الأمانة الملقاة على عاتقكم لجسيمة، إن الله جعل لكم سلطانا لتنفيذ حدوده وإقامة شرعه، يقول عثمان رضي الله عنه: «إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن (١)» فأقيموا شريعة الله فيمن استرعاكم الله عليه، تعيشوا في أمن وأمان وراحة وسلام، وكونوا رحمة على رعاياكم، واسلكوا بهم مسالك الإيمان، وجنبوهم الردى والعصيان، واحرصوا على وحدة كلمة المسلمين، واجتماع صفوفهم، واحذروا من مكائد الأعداء ومؤامراتهم على الإسلام وأهله.

٢ - أيها الآباء وأيتها الأمهات، اتقوا الله فيما اؤتمنتم عليه، واحفظوا وصية الله في أولادكم. قال تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} (٢) وقال صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت (٣)» وقال: «إن الله سائل كل راع عما استرعاه، حفظ أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته (٤)» أدبوا أولادكم،


(١) أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (١/ ١١٨)
(٢) سورة النساء الآية ١١
(٣) أخرجه أبو داود في سننه ٢/ ٥٩، ح١٦٩٤، وأحمد في مسنده ٢/ ١٦٠.
(٤) أخرجه الترمذي في سننه ٤/ ٢٠٨، ح١٧٠٥، والنسائي في السنن الكبرى ٥/ ٣٧٤، ح٩١٧٤.