للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، من لا يأمن جاره بوائقه (١)»

* ورعى حقوق غير المسلم عند المسلم، فأمر بالإحسان إلى المستأمنين والمعاهدين والعدل معهم: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (٢).

* ولم يقتصر هذا الأمر على الإنسان؛ بل تعداه إلى الحيوان والنبات، فحرم الشارع قطع الشجر بلا حق، وحرق الزرع بلا سبب، ودخلت امرأة النار بسبب هرة؛ لا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، ودخلت امرأة بغي الجنة؛ لأنها سقت كلبا فشكر الله لها وغفر لها، وغير ذلك من الحقوق، فاعتزوا أيها المسلمون بدينكم، وثقوا بعقيدتكم، وتمسكوا بشريعة الإسلام تكونوا من الفائزين: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (٣).

أمة الإسلام، يقول الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} (٤)، فالمؤمن ولي المؤمن يفرح لفرحه، ويحزن لحزنه، ويتألم لألمه؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا (٥)»


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ٥/ ٢٢٤٠، ح٥٦٧٠، ومسلم في صحيحه ١/ ٦٨، ح٤٦.
(٢) سورة الممتحنة الآية ٨
(٣) سورة المنافقون الآية ٨
(٤) سورة التوبة الآية ٧١
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه ٥/ ٢٢٤٠، ح٥٦٧٠، ومسلم في صحيحه ١/ ٦٨، ح٤٦.