للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيما جاء به وأخبر عنه (١).

ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله: (وأكثر الناس يدعي أن الرسول أحب إليه مما ذكر، فلا بد من تصديق ذلك بالعمل والمتابعة له، وإلا فالمدعي كاذب؛ فإن القرآن بين أن المحبة التي في القلب تستلزم العمل الظاهر بحسبها، كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (٢)، وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} (٣) إلى قوله: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (٤).

فنفى الإيمان عمن تولى عن طاعة الرسول، وأخبر أن المؤمنين إذا دعوا إلى الله رسوله سمعوا وأطاعوا، فتبين أن هذا من لوازم الإيمان والمحبة.

لكن كل مسلم لا بد أن يكون محبا بقدر ما معه من الإسلام، كما أن كل مؤمن لا بد أن يكون مسلما، وكل مسلم لا بد أن يكون مؤمنا، وإن لم يكن مؤمنا الإيمان المطلق؛ لأن ذلك لا يحصل إلا لخواص المؤمنين، فإن


(١) التوضيح ١٤١ - ١٤٢.
(٢) سورة آل عمران الآية ٣١
(٣) سورة النور الآية ٤٧
(٤) سورة النور الآية ٥١