للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الاستسلام لله ومحبته لا تتوقف على هذا الإيمان الخاص.

قال شيخ الإسلام: وهذا الفرق يجده الإنسان من نفسه، ويعرفه من غيره، فعامة الناس إذا أسلموا بعد كفر، أو ولدوا على الإسلام، والتزموا شرائعه، وكانوا من أهل طاعة الله ورسوله، وهم مسلمون، معهم إيمان مجمل، لكن دخول حقيقة الإيمان إلى قلوبهم يحصل شيئا فشيئا إن أعطاهم الله ذلك، وإلا فكثير من الناس لا يصلون إلى اليقين، ولا إلى الجهاد، ولو شككوا لشكوا، ولو أمروا بالجهاد لما جاهدوا، وليسوا كفارا ولا منافقين، بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفته ويقينه ما يدرأ الريب، ولا عندهم من قوة الحب لله ورسوله ما يقدمونه على الأهل والمال، وهؤلاء إن عوفوا من المحنة، وماتوا دخلوا الجنة، وإن ابتلوا بمن يدخل عليهم شبهات توجب ريبهم، فإن لم ينعم الله عليهم بما يزيل الريب، وإلا صاروا مرتابين، وانتقلوا إلى نوع نفاق، انتهى (١)) (٢).

ونقل الشيخ سليمان أيضا قول الحافظ ابن رجب رحمه الله: (الإنسان لا يكون مؤمنا كامل الإيمان الواجب حتى تكون محبته تابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الأوامر والنواهي وغيرها، فيحب ما أمر به ويكره


(١) الفتاوى ٧/ ٢٧١.
(٢) تيسير العزيز الحميد ٤١٦ - ٤١٧ وانظر منه ٦٢٧، وفتح المجيد ٣٨٧، ٥١٦، ومصباح الظلام ٢٤٣ - ٢٤٤.