للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإيمان مركبة من: قول، وقسمه إلى قسمين: قول القلب وهو الاعتقاد، وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام.

ومن: عمل، وقسمه إلى قسمين أيضا: عمل القلب وهو نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده، وعمل الجوارح.

ورتب زوال الإيمان بكماله على زوال هذه الأربعة، فإن زال بعضها، فإن كان التصديق لم ينفع باقي ما أتى به.

وإن كان غيره، فإن كان عمل القلب فقط، أو مع الجوارح، فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان، وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب، وهو محبته وانقياده للأوامر، وإن عملت الجوارح ظاهرا، ومع انتفاء عملها اللازم منه انتفاء عمل القلب) (١).

وقال: (فما دام محبا منقادا لفعل الأوامر لزم منه فعل المأمورات من صلاة وغيرها، ومتى فقد عمله فقدت المأمورات، وإن وجد قوله، وهو مجرد التصديق بلا انقياد، وإذا حصلت هفوة للقلب بوجود الران عليه، من نحو شدة فرط الشهوة، فحصل شيء من المعاصي المتقدمة الظاهرة في الجوارح، وعمل القلب باق على ما كان عليه أولا، فحكم الإسلام باق، ولكن انتفى عنه كمال الإيمان بظاهر أعماله السيئة، ومتى أطلق عليه اسم الكفر بذلك، فإنه لا يخرجه من الدائرة الإسلامية والملة بالكلية، كما


(١) التوضيح ١٣٤، وانظر منه ١٣٦.