للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا التصديق يتبعه عمل القلب، وهو حب الله ورسله، وتعظيم الله ورسله، وتعزير الرسول وتوقيره، وخشية الله، والإنابة إليه، والإخلاص له، والتوكل عليه إلى غير ذلك من الأحوال.

فهذه الأعمال القلبية كلها من الإيمان (١)، وهي مما يوجبها التصديق، والاعتقاد إيجاب العلة المعلول.

ويتبع الاعتقاد قول اللسان، ويتبع عمل القلب عمل الجوارح من الصلاة والزكاة والصوم والحج، ونحو ذلك) (٢).

ولما قال ابن القيم رحمه الله: (وها هنا أصل آخر، وهو أن حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل، والقول قسمان: قول القلب: وهو الاعتقاد، وقول اللسان: وهو التكلم بكلمة الإسلام، والعمل قسمان: عمل القلب، وهو نيته وإخلاصه، وعمل الجوارح.

فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء، فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة، وإذا زال عمل القلب مع اعتقاد الصدق، فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة.

فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان، وأنه لا ينفع التصديق مع


(١) في المطبوع: الآيات، ولعل المثبت هو الصواب.
(٢) التوضيح ١٢٩.