للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محافظ على الترك في صحته وعافيته، وعدم الموانع المانعة من الفعل؟

وهذا القدر هو الذي خفي على ذي الجهل المركب؛ حيث أثبت الإيمان لمدعيه، مع تركه من الإسلام أعظم الأركان، وجعله الإيمان مجرد التصديق، وإن لم يقارنه فعل واجب ولا ترك [محرم] (١)، وهذا من أمحل المحال أن يقوم بقلب العبد إيمان جازم، وليس من لازمه ولا يقتضيه القيام بالأركان، ولا فعل طاعته وترك معصيته) (٢).

وقال: (وقد تقدم أيضا إجماع السلف على أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، ومعنى ذلك: أنه قول القلب وعمله، ثم قول اللسان وعمل الجوارح.

فأما قول القلب، فهو التصديق الجازم بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر، ويدخل في ذلك الإيمان بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه معنى الإيمان برسالته، ثم الناس في هذا على أقسام:

منهم من صدق به جملة، ولم يعرف التفصيل، ومنهم من صدق به جملة وتفصيلا، ثم منهم من يدوم استحضاره فيه بما قذف الله في قلبه من النور والآيات، ومنهم من جزم به لدليل قد تعترضه منه شبهة أو لتقليد جازم.


(١) ليست في المطبوع، ومستدركة من الصلاة وحكم تاركها ٤٠.
(٢) التوضيح ١١٣ - ١١٤، وراجع: الصلاة وحكم تاركها ٤٠ - ٤١.