وليس كل مسلم مؤمنا؛ لأن الإيمان قد يضعف، فلا يتحقق به القلب تحققا تاما فيكون مسلما، وليس بمؤمن الإيمان التام، .. ، ولا ريب أنه متى ما ضعف الإيمان الباطن لزم منه ضعف أعمال الجوارح الظاهرة، ...، وأما اسم الإسلام فلا ينتفي بانتفاء بعض واجباته، وانتهاك بعض المحرمات، وإنما ينتفي بالإتيان بما ينافيه بالكلية، فإنه حينئذ يخرج من الملة) (١).
وجاء في كتاب التوضيح تحقيق متين حول مسألة التلازم أسوقه ملخصا:
قال: (على أنا نقول: لا يصر على ترك الصلاة إصرارا مستمرا من يصدق بأن الله أمر بها أصلا، فإنه يستحيل في العادة والطبيعة أن يكون الرجل مصدقا تصديقا جازما بأن الله سبحانه فرض عليه في كل يوم وليلة خمس صلوات، وأنه تعالى يعاقبه على تركها أشد العقاب، وهو مع ذلك مصر على تركها مصدق بفرضها أبدا، فإن الإيمان يأمر صاحبه بها، فحيث لم يكن في قلبه ما يأمر بها، فليس في قلبه شيء من الإيمان، ولا يصغى إلى كلام من ليس له خبرة ولا علم بأحكام القلوب وأعمالها، وليتأمل هل في الطبيعة أن يقوم بقلب العبد إيمان بالوعيد والوعد، والجنة والنار، وأن الله تعالى فرض عليه الصلاة، وأنه معاقبه على تركها، وهو
(١) العقد الثمين ٥٠ - ٥٢، وراجع: جامع العلوم والحكم ١/ ١٠٨ - ١١١.