للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيها المسلم: براءتي من المشرك، براءتي ممن عبد غير الله، براءتي ممن لم يتبع محمدا صلى الله عليه وسلم، هذا حق لا إشكال فيه، لكن عقيدتي التي أمرني الله بها أن أحب هذا الدين ومن والاه، وأن أعتقد براءتي من كل من خالفها ولست بظالم لأحد؟ ولكن تلك العقيدة التي ربانا عليها الإسلام.

هذا إبراهيم أبو الأنبياء، أبو إسحاق -أبو بني إسرائيل -، وإسماعيل وأبو سيد الأولين والآخرين، يقول الله عنه: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} (١).

أيها المسلم: وفي التأييد {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (٢) {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} (٣).

أمة الإسلام: إني أخاطب العقلاء والمفكرين، أخاطب كل عاقل مفكر، كل ذي رأي وكل متجرد منصف، أخاطبهم فأقول: إن هناك قضية ثابتة يقينية، قضية حقيقة ربانية هذا الدين الإسلامي،


(١) سورة الممتحنة الآية ٤
(٢) سورة المائدة الآية ٥٥
(٣) سورة التوبة الآية ٧١