للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تصرفات عشوائية، ولا منطلقات مادية ولا طائفية ولا قومية، السيادة في ديننا لهذا الدين، لهذا الدين وحده، ليس في ديننا تبرير لأي تصرف عشوائي أو أعمال إجرامية، فالفساد أو ما يسمى بالإرهاب محرم في شريعة الإسلام {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} (١)، وجزاؤه {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (٢).

لقد جنى أقوام على الإسلام أعظم جناية حيث حصروا مصطلح مفهوم الإرهاب في هذا الدين وأهله، ولعمر الله إنهم ليعلمون قبل غيرهم أنهم لكاذبون، إن الأمم على اختلاف مللها لم تنعم بعدل كعدل الإسلام لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، ودخل الناس في دين الله أفواجا مطيعين {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (٣)، ومن لم ينقد عقدوا معه عقد ذمة حماه المسلمون مما يحمون أنفسهم؛ حموا ماله ودمه وعرضه كما يحمون دماءهم وأموالهم وأعراضهم، أفبعد هذا يتهم الإسلام بالإرهاب، ويحارب المسلمون في كل مكان تحت ذريعة مكافحته؟.


(١) سورة البقرة الآية ٢٠٥
(٢) سورة المائدة الآية ٣٣
(٣) سورة البقرة الآية ٢٥٦