للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ} (١).

دين الإسلام يحرم السعي في قلب أنظمة الحكم الشرعية القائمة، في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم «من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه (٢)». أيها العقلاء المنصفون في أقطار المعمورة هل بعد هذا يوصف ديننا بالإرهاب، لا بد من وقفة صادقة تراجعون بها أنفسكم وتعودون بها إلى ضمائركم وعقولكم ولا يكن لأحد عليكم وصاية حتى تعلموا موقف الإسلام من تلك البلايا التي نسبت إليه والإسلام منها براء.

أيها الناس: إن العدل في جميع الأمور هو أساس السعادة وعنوان الرقي، أمر الله بالعدل ونهى عن الظلم. {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} (٣). على العدل قامت الممالك وبالعدل تستمر، فدولة الإسلام الأولى على العدل قامت وبالعدل دامت، فعدلوا في توحيد الله وإخلاص الدين له، وطبقوا شرعه، وعدلوا في إخوانهم المسلمين، فحكموا بينهم بالسوية، وعدلوا في رعاياهم من


(١) سورة المائدة الآية ٣٣
(٢) صحيح مسلم الإمارة (١٨٥٢)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣٤١).
(٣) سورة النحل الآية ٩٠