للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: {وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ} (١) فالجارية التي سباها الرجل بنفسه وغنمها في الحرب أحل وأطيب من التي اشتراها من غيره، لأنه لا يدري كيف حالها، ولأن الله قال: {مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ} (٢) وفيء الله لا يطلق إلا على الطيب دون الخبيث، كما أن رزق الله يطلق على الحلال دون الحرام، وأولى الناس بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقوله تعالى: {وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} (٣) أي: نكاح اللاتي هاجرن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقاربه غير المحارم أفضل من غير المهاجرات معه، والمراد بالمعية هنا الاشتراك في الهجرة لا في الصحبة والمقارنة فيها، يقال: دخل فلان معي في كذا، أي: كان عمله كعملي وإن لم يقترنا في الزمان.

قال الحافظ ابن كثير: " هذا عدل وسط بين الإفراط والتفريط، فإن النصارى لا يتزوجون المرأة إلا إذا كان الرجل بينه وبينها سبعة أجداد فصاعدا، واليهود يتزوج أحدهم بنت أخيه وبنت أخته، فجاءت هذه الشريعة الكاملة الطاهرة بهدم إفراط النصارى، فأباح بنت العم والعمة وبنت الخال والخالة، وتحريم ما فرطت فيه اليهود من إباحة بنت الأخ والأخت، وهذا شنيع فظيع " (٤).

وقوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} (٥) أي:


(١) سورة الأحزاب الآية ٥٠
(٢) سورة الأحزاب الآية ٥٠
(٣) سورة الأحزاب الآية ٥٠
(٤) تفسير القرآن العظيم ٣/ ٤٩٩.
(٥) سورة الأحزاب الآية ٥٠