وأما احتجاجهم بالآيات، فقد ذكر العلماء عن ذلك أجوبة منها.
الأول: أن ذلك لله وحده لا شريك له، كما أنه تعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته فكذلك هذا.
الثاني: أن في قوله (ما شاء الله وشئت) تشريكا في المشيئة بين مشيئة الله ومشيئة العبد.
وأما الآيتان: فإنما أخبر بهما عن فعلين متغايرين، فأخبر تعالى أنه أغناهم وأن رسوله أغناهم، وهو من الله حقيقة، لأنه الذي قدر ذلك ومن الرسول حقيقة باعتبار تعاطي الفعل، وكذلك الإنعام أنعم الله على زيد بالإسلام، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أنعم عليه بالعتق.
وهذا بخلاف المشاركة في الفعل الواحد، فالكلام إنما هو فيه، والمنع إنما هو منه (١).
كيفية اتقائه:
يمكن اتقاء هذا النوع من الشرك باستبدال الواو بثم، فإذا أردنا أن نقول: ما شاء الله وشئت، نقول: ما شاء الله ثم شئت، وإذا أردنا أن نقول: لولا الله وأنت، نقول: لولا الله ثم أنت ونحوهما. وبذلك يمكن التخلص من هذا الشرك، وذلك لأن الواو تقتضي تسوية المخلوق بالخالق، ومن المعلوم أنه لا يجوز أن نجعل المخلوق مثل الخالق في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى.