للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما ثم فتقتضي العطف مع الترتيب والتراخي، فمثلا: إذا قلنا: ما شاء الله وشئت إن عطفنا بالواو اقتضى التسوية بين مشيئة الله ومشيئة المخلوق، أما إذا عطفنا بثم فإنه يقتضي تقديم مشيئة الله وأنها فوق مشيئة المخلوق (١).

المبحث الثالث: إسناد بعض الحوادث إلى غير الله عز وجل واعتقاد تأثيره فيها.

ومن الشرك في اللفظ إسناد بعض الحوادث إلى غير الله عز وجل واعتقاد تأثيره فيها، كأن يقول مثلا لولا وجود فلان لحصل كذا ولولا يقظة الحارس لدهمنا الجيش، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، ونحو ذلك من الألفاظ التي فيها نسبة بعض الحوادث إلى أسبابها القريبة، على أنها هي وحدها التي أدت إلى وقوعها.

وليس معنى ذلك نفي تأثير الأسباب في مسبباتها، فإن ذلك جهل بحكمة الله تعالى الذي وضعها وجعلها أسبابا، وإنما المقصود الاعتقاد أن تأثيرها إنما هو بمشيئة الله وحكمته لا أنها مستقلة بالتأثير (٢).

الدليل على تحريمه:

١ - يقول سبحانه وتعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (٣). يقول ابن عباس في الآية -: الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب


(١) دعوة التوحيد محمد خليل هراس ص ٦٥ تيسير العزيز الحميد ص ٥٣٦.
(٢) انظر: دعوة التوحيد محمد خليل هراس ص ٦٥ - ٦٦.
(٣) سورة البقرة الآية ٢٢