للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - كذلك إذا عمل العبد العمل لله خالصا ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين ففرح بفضل الله ورحمته لم يضره ذلك ولم يعد ذلك من الرياء، قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (١). وعن أبي ذر «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الرجل يعمل العمل من الخير فيحمده الناس عليه، فقال: " تلك عاجل بشرى المؤمن (٢)».

المبحث الثاني: إرادة الإنسان بعمله الدنيا.

المراد به: هو أن يعمل الإنسان أعمالا صالحة يريد بها الدنيا، إما قصد المال أو الجاه، كالذي يجاهد أو يتعلم العلم ليأخذ مالا، أو ليحتل منصبا، أو يتعلم القرآن، أو يواظب على الصلاة لأجل وظيفة المسجد، أو نحو ذلك من الأعمال الصالحة لكن نيته الحصول على مصالح دنيوية لا لطلب مرضاة الله.

الفرق بينه وبين الرياء:

قد يظن البعض أن هذا المبحث داخل في الرياء وأن هذا مجرد تكرار وهو ظن خاطئ، وذلك أن المرائي إنما يعمل لأجل المدح والثناء، والمريد بعمله الدنيا يعمل لدنيا يصيبها كالمال أو المنصب (٣).


(١) سورة يونس الآية ٥٨
(٢) رواه مسلم في البر ١٦٦، وأحمد في مسنده جـ ٥ / ص ١٥٦ - ١٥٧، ص ٦٨ وابن ماجه في الزهد باب ٢٥ جـ ٢/ ٤٣٠ برقم ٤٢٢٥.
(٣) تيسير العزيز الحميد ص ٢٧٣ (بتصرف).