للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسنا، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس (١)».

٢ - كذلك كتمان الذنوب وعدم إظهارها لا يعتبر من الرياء، بل هو واجب شرعي، لأن الله يكره ظهور المعاصي ويحب سترها فعن ابن عمر مرفوعا قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله (٢)».

٣ - كذلك نشاط العبد بالعبادة عند رؤية العابدين، كأن يبيت الرجل مع المتهجدين فيصلون أكثر الليل وعادته قيام ساعة فيوافقهم، أو يصومون فيصوم، ولولا الله ثم هم ما انبعث هذا النشاط، هذا ليس رياء على الإطلاق بل فيه تفصيل، ولمعرفة العبد ذلك عليه في مثل هذه الحالة أن يمثل القوم في مكان يراهم ولا يرونه فإذا رأى نفسه تسخو بالتعبد فهو لله وليس رياء، وإن لم تسخ كان سخاؤها عندهم رياء، وعلى هذا فقس (٣).


(١) رواه مسلم برقم ٩١ في الإيمان باب تحريم الكبر وبيانه، وأبو داود برقم ٤٠٩١ في الأدب باب ما جاء في الكبر، والترمذي برقم ١٩٩٩ في البر والصلة باب ما جاء في الكبر، وانظر: جامع الأصول حديث ٨٢١٠.
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك جـ ٤/ ٣٨٣ من حديث ابن عمر. والموطأ جـ ٢/ ٨٢٥ مرسلا في الحدود باب في من اعترف على نفسه بالزنى عن زيد بن أسلم (بنحوه) وانظر جامع الأصول حديث ١٩٢٦.
(٣) انظر: مختصر منهاج القاصدين ص ٢١٧ - ٢٢٤، العقيدة في صفحات ص ٤٤ - ٤٥.