والثاني: أن يكون ممن يقتدى به، فالإبداء أولى لما فيه من سد خلة الفقراء مع مصلحة الاقتداء، فيكون قد نفع الفقراء بصدقته وبتسببه إلى تصدق الأغنياء عليهم، وقد نفع الأغنياء بتسببه إلى اقتدائهم به في نفع الفقراء.
سابعا: في بيان بعض الأمور التي يظن أنها من الرياء وهي ليست منه.
اعلم - رحمك الله - أن هناك أمورا يعملها العبد قد يظنها البعض أنها من الرياء وهي ليست منه، أحببت التنبيه عليها رفعا للبس.
منها ما يلي:
١ - تحسين الثوب الذي يلبسه الإنسان عند الخروج إلى الناس إنما هو ليراه الناس، وكذلك كل تجمل لأجلهم، ولا يقال: إنه من الرياء أو منهي عنه، حيث إن كثيرا من الناس لا يحبون أن يراهم أحد بعين نقص في أي حال، ومن الناس من يؤثر إظهار نعمة الله عليه - كما أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بذلك في الحديث الذي رواه ابن مسعود أنه قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله